• الجمعة 18 أكتوبر 2024 - 05:53 صباحاً

أغلب الأفكار الكبرى في التّاريخ، يتّم إما تأويلها من طرف جماعات مؤولة تخضعها لإيديولوجياتها ومصالحها، أو يتّم اختراقها وتسييرها وتوجيهها لغايات أخرى غير غاياتها الأصليّة، أو تتم قرصنتها واختطافها والاستيلاء عليها وإخراجها من سياقها وتغيير أهدافها، هذا ما حدث للديانات والثّقافات والنّظريات والنّصوص الكبرى، أحب أن أشير في هذه الكلمة إلى مفهومين حديثين تم التّلاعب بهما واستعمالهما حسب المصالح والإيديولوجيات، أعنى مفهومي الحداثة والعولمة فالحداثة كانت في أصلها مشروعا إنسانيا يهدف إلى نقل الإنسان والمجتمعات من نمط من التفكير إلى نمط آخر أكثر عقلانية وموضوعية وتقدما، كانت مشروعا فلسفيا نيرا، عمل عليه مفكرون وفلاسفة وأدباء وفنانون وعلماء ورجال دين وعيبها الوحيد إن أعددنا ذلك عيبا أنه نشأت في إطار حضاري متمركز حول ذاته، وكان يتهيأ للقيام بالسّيطرة على العالم، وكان من سوء حظ الحداثة.